lundi 30 mai 2016


عودة



جاء ! 
هو الآن في الساحة التي تتوسط البلدة كقلب كبير، عاريا من المساحيق ووحيدا.. كأنما القلب انقبض عنوة إلى الحد الذي لا يسع سواه. الرجال الذين كانوا هناك يتبادلون القفشات والحكايا، فضوا المجلس على عجل، وتفرقوا في الأنحاء. والنساء اللواتي اشتممن رائحة الخبر، غلّقن الشبابيك، أطفأن الغرف وأصوات الأطفال، وتهيأن للتلصص من كوة ما أو ثقب.
جاء فحسب..
ثم انتصب هناك، وسط البلدة، كفكرة عاقة.. لم يكلم أحدا أو يكلمه أحد.. لم يوجه أصبع إدانة أو نظرة تحتمل الضغينة. فضوا المجلس، وهرعوا إلى دورهم خجلين مرتبكين وحيارى.. يمررون شريط الذكرى، ويسألون عن الخطإ المفترض، متى وقع.
جاء..
ولم يزد على أنه جاء..
لكن البلدة ارتاعت.. صارت نهبا للسؤال واللايقين والبلبلة:
-         غير ممكن
-         مستحيل

-         لقد أعدمناه !



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire