vendredi 15 janvier 2016




الأطفال


                                إلى شريف صالح







طفل وحيد وأركانة

ورأيناه..
الطفل الذي وضع الكرة جانبا، واكتفى بالبحلقة في الفراغ.
كانت هناك شجرة تنشر ما يفيض عن ظلها في وجه الشمس، وترصد اهتزازات الأرض وأعين العابرين.. وفي الخلفية وهدة سحيقة، ثم ربوة تعتلي تربتها مجموعات من الأشجار المتجاورة والمتناثرة الشبيهة بقبائل ماعز وقت القيلولة.
-  إنها شجرة الأركان، شعار المغرب الجديد والعولمة وصالونات التجميل.
-  والشعر..
-  والشعر.. بالمناسبة، من الشاعر الذي الذي فاز بالجائزة* هذه السنة؟
كان الطفل ينظر إلى السيارة المتوقفة، دون أن يبدو عليه أي قلق أو ارتياب في النوايا..  ترجلنا، وتوجهنا إليه.. هش في أوجهنا، كما لو كنا على موعد.
- أيها الطفل.. ما الذي تفعله وحيدا؟
- وحيدا؟ ألا ترون الأركانة؟
- آه.. الأركانة !


خمسة كتاب باتجاه الجنوب

كنا خمسة..
فينا القاص والشاعر والناقد، في رحلة إلى الجنوب لحضور لقاء ثقافي.. السيارة تنهب الطريق، والكلمات تتقافز في الداخل كطيور الذباب.. نكات وحوارات مجتزأة في الفن والواقع والسياسة، وضحك..
- هل نصل في الوقت المطلوب؟
تزمجر السيارة في ثقة.. أنظر من خلل الزجاج، فتطالعني صخرة على هيأة ضفدع هائل يجثم على جانب الطريق كشاهد على التحولات والأزمنة.. تتناقص معالم الخضرة، وتصبح الأرض أكثر جدبا.. بعض النباتات البرية التي تتحدى الطقس والعراء، وهبات ساخنة لريح الشركي تنفذ عبر الشقوق..
- كم يتبقى من الوقت؟
ورأيناه..
فجنحت السيارة إلى أقصى اليمين، وقد فقدت شهيتها إلى الطريق
- لماذا تتوقف؟ ليس لدينا متسع من الوقت
- ألا ترى الطفل الواقف وحيدا كالحصان؟
-  تقصد حصان درويش؟


ستة أطفال يلعبون الكرة

كنا خمسة كتاب في رحلة ثقافية إلى الجنوب، وكنا على وشك الوصول. لكن، بدا أن الفضاء الممتد المشبع بالضياء، وريح الشركي، وشجر الأركان، والطفل الوحيد في العراء، أسباب كافية لأن نستبدل الحال بالحال، والمقام بالمقام، والزمن الثقافي بزمن للطفولة والانطلاق المرح
- وإذن، ماذا تفعل هنا أيها الطفل الوحيد؟
- كما ترون، معي كرة وليس معي لاعبون
- ليس معك لاعبون؟ من ادعى ذلك؟
- هيا ارمِ الكرة من يديك
وبدأنا في الركض.. نسينا الريح اللافحة ورهانات العمر وما تبقى من الطريق.. نسينا القصة والشعر والنقد والسياسة وهمّ الكبار..
نسينا الزمن
وكنا أطفالا فقط.. يلعبون الكرة تحت أنظار أركانة راسخة في الأرض.



·       جائزة الأركانة للشعر التي يمنحها "بيت الشعر" بالمغرب


 





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire