lundi 25 janvier 2016


القط الوحشي





القط الوحشي صادفته حين ضاعت رائحة التوت..
وخبّرته بالقطن المبلل بعطر كالدهشة يلف المدى
كلما نام النهار جنب سهب يلوذ السّمّان بأذرعه.
لم يكن أحد هناك
لا الشيطان ولا المطر
ولم تكن عينا مقدم الحومة الراحلتان خلف الستائر وأصص الأزهار الإصطناعية , وكذا في الطنجرة قبل النحيب الأخير.
كنا معا
أنا والقط الوحشي, ورغبة في الفتك برائحة ضاعت فجأة من تحت رموش التوت.
ولم نكن في حاجة إلى لغة من كلمات
أرسلت إليه بشهقة من وبر فتشبع بي, وحرك ذيله الضوئي ناحيتي فحدست أني سأتبعه إلى  أقصى تخوم الأرض, إلى حيث تحكي الغابة أسرارها لحلزون غطى بوحه ندى الصباح.
هناك دلو يغرف من ماء المحبة الآن أوصيت به الريح
ومسافةٌ يمارس عليها المحو
دمعة عشق انهمرت كسحابة من مواء
لعل امرأة كسيحة ومصابة بشبق التخييل تفكر اللحظة بي..ولعل القط الوحشي روحها القادرة على التجسد حين تضوع رائحة التوت
أو رائحة الموت
أولعلي نفَس الطين يعذبه الحنين إلى زمن النفخة الأولى
وأولِ اشتهاء.

لن أبرح هذا الألق النازح من لهاث النارنج أو أسلم روحي المعفرة بالضجيج قربانا لآلهة المادة
لأن الهيدروجين الساكن ذرات الماء لا يمنع أن أزهو بجمال البحيرة إذ تداعبها يد زهرة داهمتها الرغبة
وعظام الهيكل لا تحجب سحر الجسد.
امرأة من عاج
وخوختان عليهما زغب خفيف وحلمة
ونظرة "تسقط الزرزور من علٍ"
لن أبرح هذا الألق النازف من جرحي, كوشوشة الزئبق لطبيعة التكوين..
أنا الموله بانثيال الضوء على كف البتلات.
كنت وحدي, وصورةَ امرأة طاعنة في البذخ ترسل في وجهي ضحكة داعرة
وتحرضني على قتل الأشجار
بغي "أوروك" تعد لأنكيدو
 كأسا للشهوة مترعة
تسحب ظله ناحية الجدار
وأنكيدو اليوم صيغة معدلة إلى الأقسى والأفدح من حيث الجشع
عربيد "فائض" يركض على جدث الزرقة
ويهرش لحم الحلم بأزرار التقانة
رئة الأرض مقرّحة
تعلو رائحة الكبريت وينتشي الفوسفور بمغازلة الهواء
وكنت حزينا كآيل جبلي حين ضاعت في ذاكرتي رائحة التوت, والتمعت في الغلس المحيط عينان دافئتان لِطيفٍ عبَر المسافات إلي.
طيف قط حشي
مضى زمن كان فيه قريني.
فهل يبقى للضحكة الداعرة الآن ما تفرخه في جسدي
أو توحي به إلى رجل متوحد بالمساء
هل يبقى في بئر اللغة بقايا مجاز ألم به
نثار بكاء؟

21/01/2008

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire