samedi 30 janvier 2016



     
               القاص المغربي حسن البقالي:  
               المصدر : (القاهرة - إبراهيم حمزة:)
        



أصدر الكاتب المغربي حسن البقالي عملين إبداعيين في إحدى دور النشر المصرية هما:الرقص تحت المطرثم مثل فيل يبدو من بعيدوقد كتب كلمة الغلاف لإحداهما الدكتور عبدالغفار مكاوي، مؤكدا أنها مجموعة رائعة تختلف عن تلك التي تنهمر على رؤوسنا كل يوم.
أصدر البقالي من قبل مجموعات قصصية منهاالإقامة في علبةوقتل القط وسبعة أجراس لزمن البرتقال فضلاً عن رواية وحيدة هي ماء الأعماق. يطرح البقالي مفهوماً خاصاً للقصة القصيرة جداً، وهنا حوار معه .
* ترى أن القصة القصيرة جداً شكل يتعاون الكاتب والقارئ في رسم ملامحه . . ألا يتطلب ذلك قارئا خاصا بمواصفات خاصة؟
- نظريات التلقي والتداوليات لا تتمثل كتابة إبداعية من دون قارئ فاعل . والواقع أن الأدب كرسالة تواصلية مدعاة لمزيد من الكشف والمساءلة، لما يمثله من نقطة ارتكاز تتقاطع عندها حقول متعددة، منها المعرفي والجمالي والذوقي والقيمي والوجداني . . وما يثيره من قضايا وإشكالات .
فكل قراءة للعمل الإبداعي هي بمثابة كتابة جديدة، وجلد آخر للجسد، على أساس أن يكون القارئ ملما بالحد الأدنى من شروط الكتابة ومواصفات الجنس الأدبي، كي لا تتحول العلاقة كاتب/قارئ إلى علاقة اعتباطية وتنتهي إلى الابتذال، وإن كان هذا يصح بالنسبة للأدب عموما، فهو أكثر التصاقا بالقصة القصيرة جدا كنوع خاطف، شذري، يحتاج إلى قارئ يسود البياض ويملأ ثقوب المعنى .
* عبر رحلتك الإبداعية انقطعت سنوات، وأظن أن محمد شكري انقطع عشرين عاما، هل في الجو العام المغربي ما يشجع الكتّاب على الانقطاع أم أنها مسألة شخصية؟
- انقطاع الكاتب عن الكتابة لمدة تطول أو تقصر أو بشكل نهائي قرار صعب من دون شك وغني بالإشارات، هو مفترق يتقاطع عنده الجماعي بالفردي والموضوعي بالذاتي .
فالإنسان كائن متلصص بطبعه يحب الأنشطة ذات الطابع الاستعراضي، يحتفي بنجومها وأبطالها، بينما لا يحقق الكاتب إشباعاً لهذه الحاجة الملتبسة، حتى في حالة استحالته إلى أيقونة أو رمز في ظرفية استثنائية، إلا عبر وسائط متعددة، لذلك لا يأبه به إلا القليل في دائرة محدودة إذا استقال من حرفة الكتابة، هذه الصورة تبدو أشد قتامة في وطننا العربي حيث تعرف القراءة أدنى مستوياتها، ما يسهم في ترسيخ غربة الكاتب وعزلته .
العزلة ضرورية للكاتب، لكن التقدير والاعتراف محفزان أساسيان على الاستمرار، فالكاتب نفس جائعة إلى التقدير والاعتراف بدوره ووظيفته داخل المجتمع، وكلما زادت رهافته وحساسيته زادت درجة ارتهانه السيكولوجية للشرط الثقافي والتجاذبات المحيطة، إنه يجسد البطل الإشكالي في المنظور الجولدماني للرواية: غريب عن المجتمع من دون أن يشكل قطيعة كلية معه . وحين يصل الاغتراب درجة القطيعة يحرق الكاتب مراكبه ويرتكن إلى اليومي المبتذل وفقدان المعنى والعبث أو التعويض من خلال البحث عن معنى آخر للحياة والذات، إنه انتحار رمزي . . جلد للذات والمجتمع في آن . . كافكا قرر إحراق ما كتب ورامبو استبدل الكتابة بجوب الآفاق وحياة المغامرة . . شكري توقف عن الكتابة، أمل دنقل ونجيب محفوظ . . والأمثلة كثيرة . كل توقف للاحتجاج بشكل ما، وخضوع لمنطق اليأس من جدوى الكتابة والفعل في الواقع والمحيط .
* الرواية النسائية المغربية طرحت خمسين عملاً في خمسين عاماً، كما طرحت رواية واحدة عام 2008 وأسماء المبدعات المغربيات محاصرة داخل حدودها الإقليمية، كيف تفسر هذه المسألة؟
- الحدود الإقليمية تحاصر الكاتب كما الكاتبة . وهذا يحيلنا إلى واقع توزيع الكتاب في الوطن العربي الذي يؤشر على أزمة عميقة يتداخل فيها الثقافي بالسياسي بالمجتمعي . ولو أن السياق الثقافي الحالي بمستجداته التقنوية، الشبكة العنكبوتية تحديدا، قد أزال الحواجز أمام انتشار الكتاب والعزلة الأنطولوجية للكاتب، وأسهم في رسم خريطة إبداعية مغايرة لما دأبت المؤسسات الثقافية التقليدية على إبرازه كواقع لا يعلى عليه . إن الحضور النسائي في حقل الإبداع الروائي أقل بالمقارنة مع حقلي الشعر والقصة القصيرة . فخمسون رواية في خمسين عاماً مؤشر واضح الدلالة ومنسجم في النهاية مع حصيلة الإنتاج الروائي النسائي لسنة 2009 .
* القصة القصيرة جداً جنس أدبي جميل هي لحظة تطرز على منديل يرسل في الريح بتعبيرك، مادام لديك هذا الولع بهذا الجنس الأدبي، كيف يكون التعامل مع الرواية؟
- هو توصيف شاعري لنوع أدبي يتميز بقسط كبير من الشاعرية ويقوم على تشذير العالم، إنه نوع يلائم عزلتنا المتنامية، لكنه شبيه في النهاية بمعشوقة تبيح لك أن تكشف أسرارها .


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire