أصل الأنواع
كان داروين في إحدى غابات السافانا الإفريقية يتابع
بمتعة بالغة ما يجترحه رهط من القردة.
بدا كما لو أن الزعيم يجد صعوبة في إيصال رسالة إلى
البقية..استعان بالوثبات والانحناءات والأصوات وحركات الوجه، وبكل ما تخوله له
وجاهته الاجتماعية كزعيم أوحد من قدرة على التأثير والإقناع..
لكنه لم يصل إلى نتيجة..
.... وإذا به ينتصب واقفا بشكل عمودي مستقيم ويصيح:
- تبا لكم من قردة بليدة
لم يدرك القرد ما حصل..ولا القردة الأخرى التي شعرت
كأنما الهواء دغدغ حواسها بموجات خادعة..
وحده داروين فطن إلى الكوة الهائلة التي انفتحت في جدار
الكون وهو يسمع القرد يخاطب الآخرين بلغة فصيحة، وقد اكتسب هيأة بشرية وملامح هي
الملامح الشخصية لداروين نفسه.
بدا الوضع في النهاية كما لو أنه ينظر إلى نفسه في مرآة
الطبيعة..أو أن القرد هو من ينظر إلى نفسه.
لم يعد يعرف من القرد ومن الرجل..
أفاق متعرقا متهدج الأنفاس
وشرع في تحرير
"أصل الأنواع".
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire