لاأحد
يموت في الطابق الثالث قبل أن يزوره أوسكار.
ليس
قطَّ الرعب الذي خط ملامحه إدغار ألان بو.
ليس
القط الأسود الحاضر في المخيال الشعبي كتجلٍّ لأحد ساكنة ذاك العالم الموازي لعالم
الإنس.
ليس
أسود بالمرة..لكنه موصول بزرّ الماوراء.
*****
شبيه
بنمر صغير مدجن..
تبناه
أحدهم, فأطلقوه في الدار يعيث فيها دفئا.
صغير
وجميل ومحبوب..
أحب
إليهم من الأبناء..
القط
الذي تبناه أحدهم وأسموه أوسكار.
*****
من
يسأل عن عجوز في دار العجزة؟
عجوز
يائس من الدنيا ومن الأولاد..لا يسمع سوى طقطقة انقصاف الأعضاء داخله, ونداءات
الموتى الذين سبقوا..
متعب
وعليل..
لكنه
لم يمت بعد.
عيناه
نديتان بدمع الذكريات البعيدة وصدره متبل بدم الأسئلة..الصدر الذي يختلج الآن وهو
يرى القط بالقرب..والعينان المشرقتان بجذوة ظلت مخبوءة كل الوقت.
يمسح
على ظهر أوسكار في سعادة غامرة ويفكر في أنها اللحظة الأنسب للرحيل.
يغمض
عينيه ويفارق الحياة.
*****
يقلب
أوسكار أرجله بين غرف الطابق الثالث ..
يموء
في سعادة ..
وكلما
أطال المكوث في إحداها إلا وشيعت الدار صاحبها .
*****
فمثلما
تحدس الحيوانات كوارث الطبيعة, يشتم أوسكار رائحة الموت حين تلوح.
*****
إلى
أين أنت ذاهب اليوم يا اوسكار؟
أراك
تتمسح بباب غرفة العجوز آدم..آه..تقرر الدخول ! دعني أخبر اهله كي يعدوا لترتيبات الجنازة, فآدم, بعد حين يموت.
*****
أوسكار
رسول آلهة الموت
ولحظة
الدفء الأخيرة.
*****
تضج
الدار بأهلها, وتحط طيور من كل نوع..البعض يستنكر وجود أوسكارالشيطان في
الدار , والبعض الآخر يتبرك بأوسكار ملاك الرحمة الأخير
فهل
اشتم رائحة الموت القريبة..موته؟
*****
حقنة
مّا اخترقت إهابه..
ماءَ
للحظة يفك شفرتها..
ونام.
*****
من
يسأل الآن عن عجائز دار العجزة؟
من
يسأل عنهم بعد رحيل أوسكار؟
-----------------------
حكاية
القط أوسكار وردت في خبر للأسوشيايتد بريس ليوم الخميس 26/07/07, نقلا عن:
Le « new England journal of medecine. » ..قبل أن تصبح مادة إخبارية في مجموعة من المواقع الإلكترونية ووسائل
الإعلام..
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire