jeudi 23 juin 2016


القصة والسمكة المبعثرة



ذات أمسية ظليلة, نضد كاتب قصة الجملة التالية: "لم يبق من نصيبه في( الشبكة) سوى(سمكة) مبعثرة"(1), ودفع بها الى الصدور بوصفها قصة قصيرة جدا..
لنفترض أن الكاتب يتحدث عن رجل يعتاش من صيد السمك , وأن حظه العاثر أوقعه ذلك اليوم في سمكة مبعثرة لا غير.. وفي هذه الحالة يتوجب علينا أن نقدم جوابا على هذا السؤال: كيف يتبعثر السمك في البحر؟
أما الإفتراض الثاني, وهو الأقرب الى العنوان فالشبكة هنا لا تعدو كونها شبكة للكلمات المتقاطعة في جريدة تداولتها أيدي زبناء كثيرين لنفس المقهى, قبل أن يحين دوره ويصادف آخر الكلمات: سمكة مبعثرة.
يبقى الإحتمال الآخر , هو أن الشبكة ليست شيئا آخر غير الحياة, بكل صخبها و تشعباتها وأقدارها الغامضة, والتي لم يكن حظه منها غير التمزق وجروح في الوجدان.
حدث أن عاب أحد النقاد على الكاتب أن يعتبر الجملة السابقة قصة يقدمها للقراء باطمئنان, فالقصة أسمى من أن تحتل المساحة التي تملؤها جملة هزيلة..لكنه الآن, وهو يقلب فيها الفكر ويخوض في التأويلات المتصادية , لم يعد له نفس اليقين السابق.
لقد صار بإمكانه أن يجزم بحقيقة يتعذر إنكارها, وهي أن جملة واحدة يمكن أن تشكل قصة, تماما مثلما يمكن لقصة أن تحاكي العالم.

*******
(1) "لم يبق من نصيبه في( الشبكة) سوى(سمكة) مبعثرة" قصة قصيرة جدا للقاص المغربي حسن برطال

 


 الرقص تحت المطر
(قصص قصيرة جدا)

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire