vendredi 12 février 2016


عوالم متعددة




لا يعلم إلا القليلون لمَ صارت أبحاث العالِم الهندي "راجيف شنكار" تشكل تهديدا لأمن الدولة العظمى. لذلك، عندما عاد إلى بيته، ذات ليلة بهيمة، ووجد شخصا معتما في انتظاره، لم يغالط نفسه.. أدرك أنها النهاية.. نهايته في هذا العالَم على الأقل، كعالِم هندي توصل إلى حقائق من شأنها أن تقلب موازين القوى. حدق في الرجل الذي كان ينتظره على الأريكة، بمسدس كاتم للصوت..
-         أرى أنك لم تخطئ العنوان هذه المرة يا سيد هنري..
-         كان لزاما أن أجدك يا سيد راجيف، وإلا ما كنت أحد أهم رجال الاستخبارات في بلدي.
أجاب الرجل بنبرة هادئة ونظرة لا أثر فيها لأية ضغينة.
-         طيب نحن هنا على هذا الوضع.. لكن، ثق أننا سنلتقي على الجانب الآخر من الغشاء الكوني.. وآنذاك، لن أكون العالم الهندي، بل "هنري دونوفان" رجل الاستخبارات لدى الدولة العظمى، والمسدس الذي تحمله الآن سيكون بيدي.
-         آه.. قرأت شيئا كهذا في قصة كاتب أرجنتيني يدعى بورخيس.. وربما في عالم ثالث، لن نكون عالَما ورجل استخبارات.. ربما نكون مزارعين في أرض بعيدة، نتبادل التحايا والنصائح، وفي المساء، على ضوء القمر، نحتسي بعض الجعة والنكات البذيئة. أما الآن، فلا أملك لأجلك غير رصاصات مكتومة، ورسالة بخط يدك، تقر فيها بأنك لم تقو على مواجهة حقائقك الملتهبة، فآثرت الغياب.
لم يعلم الإثنان أنهما فعلا انتقلا إلى عالم مواز رابع. وفيه، لم يكن هناك بد من امرأة استخبارات لدى دولة معادية للدولة العظمى، كانت هناك منذ زمن.. وأن الرصاصات التي ستنطلق ذلك المساء من عقالها، ستكون هديتها إلى رجل الاستخبارت.
كانت مهمتها إنقاذ العالم الهندي الذي بات يعتقد، أنه، في عالم خامس، لن يكون شيئا آخر غير زوج المرأة التي أنقذته، والتي ستكون شريكته أيضا في إدارة حانة في ضاحية المدينة اسمها "حانة العوالم المتعددة".
الآن، لم يعد يدري في أي عالم هو، وأي شيئ سيحدث في اللحظات الموالية.. لذلك قرر أن يغمض عينيه فقط، وينسى تماما شيئا اسمه الزمن.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire