jeudi 16 mars 2017

سحر





أرنب البراري الذي خضه الفزعُ، حين أحس بيد تضمر له شراً، جرى يختبئ خلف نبتة سدرٍ..
في نفس اللحظة
وأمام ترقب الأطفال في صالة العرضِ
دس الساحر يده في القبعةِ، فأحس بوخز الشوكِ


                                                                      
                                            قط شرودنجر
                                                               (قصص )                   

jeudi 9 mars 2017

                         من قتل الحمار؟                     

               

       - هل انت من برج السرطان؟
       - ماذا تعرف عن جمعيات الرفق بالحيوان؟
       - من قتل الحمار؟
    الأمر ليس لعبا أو تمرينا سيئا على غسل دماغ فأر مسعور.كل ما هنالك أني كنت دائما مفتتنا بتلك العلامة المتوترة، العلامة ذات الحجم الضئيل الذي يحيل على جسد حيوان منوي محتشم والتي، تبدو – على الرغم من ذلك عندما تنتصب أمامي فاغرة فاها- كمارد الأساطير الذي يود التهام الشمس.
  أتحدث عن علامة الاستفهام: الشص المنغرس في حلق التاريخ يجره أماما..المنحدر الذي يرسم ركود النهر صخب الشلالات المتدافعة ..العلامة الأكثر إثارة للبلبلة، الدهشة، والفرحة الواقفة على العتبة بين تجويف الليل و عبق الصباح الجارح.
      من القاتل؟
            السؤال التقليدي لمكرور في جل الروايات المسماة بوليسية، الحافلة بالألغاز ( بادية التكلف عموما)، بروائح الدم و المشاعر المسننة كالدبابيس و الموسومة غالبا بادعاء متعال وقح لكاتب يعتقد انه أذكى من جميع القراء. بيد انه ضروري لاستدراج الأسئلة الأخرى التي على الصفحات التالية أن تفرخها فهذا النوع من الروايات قائم بامتياز على طرح الأسئلة، وهو في ذلك يلتقي مع تلك الرواية الأخرى التي هي في غاية الرداءة و المسماة الحياة.    
  لقد دخل في روعي منذ مدة أن المجتمعات الحديثة تكونت أساسا لأجل هدف واحد: تفريخ اكبر عدد ممكن من رجال الشرطة والدرك ، غير أنه- وبالمقابل – ظل القتلة واللصوص والخارجون عن القانون عموما ينبتون كالفطر هنا وهناك في الممرات المظلمة والأحياء التي تتآكل فقرا. ومثلما يعطي احتكاك الحجرتين نارا يعطي اصطدام هاتين الفئتين دما.
     هو الدم الذي يصرخ الآن في فمي، يطفر من العينين، ويقتطع من الجسد تلك الرعشة الجارحة المتسائلة:
    من الذي قتل الحمار ؟
    قالوا انه مصاب بمرض عضال، ولم يوضحوا نوع المرض. وكل ما كان علي أن أفعله هو أن أعتني به( عناية فائقة ) خلال مدة قدروها بشهر واحد سيكون المرض في نهايتها قد لحس ما تبقى من زبدة الحياة فيه.
قبلت المهمة، واقتدت الحمار أمامي غير عابئ بما قد يثيره لي من مشاكل أن يقاسمني نفس الغرفة.أليس هذا الوضع المزعج، المثير للشفق أفضل ألف مرة من العطالة، تلك الأرضة التي ظلت تفرش الأرض أمامي بالمسامير؟- ست سنوات. وجهت خلالها مئات الطلبات لمكاتب الشغل وأسواق العمل، طرقت مئات الأبواب، وكنت دائما أتلقى ضربات تلك المطرقة الضارية، العبارة الأنيقة المبطنة بالثعابين: آسف – هل أقول لهم أنا أيضا: آسف مات الحمار ولست أدري من قتله، ثم أتنفس بعمق وأمضي؟
  هل يخلون سبيلي بهذه السهولة؟
       كانوا ينظرون إلي متجهمين مثلما عرفتهم دائما.مسمرين في مقاعدهم التي يخيل إلي أنهم لم يبرحوها قط،أتساءل أحيانا إن كانوا يتنفسون، يأكلون، وإن كان الكلام الذي يوجهونه إلي يخرج حق من أفواههم أم تبصقه حيطان الغرفة؟ كانوا خمسة، موزعين، كل في ركن و الخامس في الوسط تماما على مقعد دوار( سألاحظ هذا فيما بعد) وبينهم يسرح الصمت كئيبا و مغلف بالرغبة.من هؤلاء؟
      ارتمى السؤال أمامي، وظل يتمرغ على الأرضية ويبكي.
        - نمثل جمعية دولية لرفق بالحيوان سنوافيك فيما بعد بمنشورات تعرف بنشاطاتنا.    
  الكلمات مثل حبات عرق، فقاعات صابون تصعد من لا مكان دون رائحة، تلطش أذني ثم تغور.
        - إذا كنت مستعدا للعمل معنا يمكن ان تبدأ من الغد.ستكون مهمتك الأولى يسيرة.
      ليست هناك شفاه أو كلمات أو فقاعات شيفرة سرية وصامتة تلطم الجهاز العصبي ثم ترحل في سرعة الضوء إلى كوكب آخر، تحت شمس أخرى حيث لا أزهار و لا فراشات،أين أنا؟
         - ستوافينا يوميا بتقرير مفصل عن حالة الحمار..في الساعة السادسة مساء.
     الحمار؟ من قتل الحمار؟
         لست أنا..هم  الذين قتلوه، بعيونهم الزجاجية التي لا ترجف رموشها، بسحناتهم المتشابهة المشابهة للأرقم..أنا؟ لست أنا..علي أن أهرب من هذا المكتب الصموت الذي يدبر لي دون شرد مؤامرة دنيئة ينظرون إلي بأعين الزجاج، يخترقونني، يعرونني.أكيد أن وراء النظارات الخمس أجهزة متطورة تعري الإنسان، تسلخ جلدة و تقرأ الدواخل. لماذا أتيت؟ علي أن أهرب..علي أن.. هناك حركة آلية، لا ترى و لا تسمعن لكنها هناك، يقوم بها الرقم الوسط، وفي نفس الوقت تبصق الجدران كلمة: خذ..آخذ ؟ ماذا آخذ على الأرضية محفظة جلدية سوداء، متى وضعت؟ قبل لحظة، لم تكن..لكنها موجودة الآن، تنتظر أن آخذها ألجدران قالت ذلك. فتحتها، وفكرت في الهرب من جديد، ثم فكرت في شيء آخر لعله جريدة الأمس:" هل أنت من برج السرطان؟ الحظ يطرق بابك قريبا، اقبض على الفرصة بيد من حديد ولا تتركها تضيع"..يطرق الباب، أرى يده الخضراء تنقر بخفة، المحفظة المليئة بالأوراق الضاجة بالأحلام، آخذها اشد عليها بقوة، لأغمغم في ارتباك:
   - موافق أيها السادة:
   شيء غريب مع ذلك.
     أن أجدني فجأة بأموال طائلة. وفي نفس الوقت أكون – ياللسماجة – مضطرا لاقتسام الغرفة مع حمار مريض..
   - تفضل.
قلت له.. ربتت على ظهره في امتنان حرك أذنيه ببطء و حط قائمتيه الأماميتين على العتبة.
- هذا مأواك، ادخل أيها الحمار، أدخل.
- أي الأطعمة أحب إليك؟
- كيف ترى العالم ابيض أو أسود؟
- ما رأيك في الزواج..بحمار؟
      أي عيب في ذلك؟ هو صاحب الفضل علي وولي النعمة. سأخدمه حتى النهاية ( أقصد حتى نهاية الشهر) هل تريد شعيرا، برسيما أو نخالة؟ هل تريد ماء؟ انتظر، سأغسلك..بماء فاتر أنظف جلدتك الداكنة المبرقعة، سأستعمل الصابون أيضا، الأكثر نعومة والأكثر رغوة، هل تفضل نوعا محددا؟..
  فنجد الفرحة الحاد الموغل في الصدر، الدهشة الجارحة و القسوة البالغة التي يمارسها النور المباغت على عيون لم تالف سوى الظلام. هل للزمن خط مستقيم؟ أليس هناك فجوات و كهوف و أوجار تنسل منها بين الحين و الحين مفاجأة ما؟ لم أجد من قبل سوى الديدان و العقارب و رائحة الضباع الخانقة، ثم.. " هل أنت من برج السرطان، الحظ يطرق بابك.." المحفظة الضاجة، مصبا علاء الدين، الحمار..
          يقف في مكانه قرب النافذة الوحيدة بالغرفة، يرنو إلى الأشياء بعينين ناعستين. الأذنان مرخيتان، و الذيل ميت بين القائمتين الخلفيتين، وعند البطن طفح داكن أزرق.
              هل يدرك قرب النهاية؟ هل يعرف ما معنى النهاية؟ أن يجد نفسه فجأة مرميا في حفرة مظلمة، ثم يريد أن ينهق فلا يستطيع، أن يحرك ذيله فلا يتمكن، أن يرى فتيبس النظرات في المحجرين؟       
    في الساعة السادسة، أحمل التقرير اليومي إلى المكتب الذي لا يحمل أية علامة.ينغرز الزجاج في لحمي، زجاج العيون القطبية..تتشظى الأسئلة من الأفواه، من الحيطان، الحيطان تتنفس،ترشح بالعرق، العرق في ظهري بين الفخذين يغسل الوجه.
      - كم مرة أكل؟كم شرب؟
      - نظفته من مرة؟ بأي صابون؟
      - هل نام، هل راث، كم تبول؟
      - كيف حالته الصحية؟ هل نهق كثيرا؟
      الأسئلة، علامات الاستفهام، الأفواه الجائعة، المشانق..يتصبب العرق،البول، يغسلني يتقزم الجسد، ينكمش..
       - فاطمة ..من تكون فاطمة؟
  قالت إن بإمكانها أن تنتظرني دهرا،أن تنسى العالم كله: الآخرين،والأحلام، والهواء ايضا.." أنت تحبينني إذن "وتقول بأني كل شيء في حياتها. أجيب بأن كل النساء يقلن ذلك في البداية يكن واهمات، ثم يزول اللحاء و يبدو القمر كتلة أحجار زرقاء، شعابا وترابا..تلثغ آنذاك بأشياء كثيرة، ثم ترتمي على عنقي مثل سنجاب محبط.
 لكن من أخبرهم بأنها أتت اليوم ورأت الحمار،فصاحت من الفزع، ثم قهقهت كثيرا عندما علمت أنه يقاسمني الغرفة..من أخبرهم بأنها اندهشت و شكت في سلامتي العقلية،وأنها جست نبضي وقاست درجة الحرارة( ببراعة الممرضات القديمات في المهنة) من اخبرهم بأنه رشها ببوله، أفزعها بكآبته ونهيقه فتمنت له الموت..آه، لو رأت المحفظة، لو حكيت لها،لو..نظفي الغرفة يا فاطمة، ساعدني قليلا، بدأت أتعب ولم تمر سوى خمسة أيام.
         وفي اليوم الخامس و العشرين، قتل الحمار.
       قرب النافذة كان نائما، بين الأذنين سؤال مذعور، وفي العينين المطفأتين ألم متقاطع مع بقايا شهوة للحياة. كان نائما، تتزاحم الألوان على الجسد الأبيض و الأحمر و الأسود. لقد ارتحت أخيرا..من مد لك اليد البيضاء ودلك على الطريق؟..
     وهم هل يخلون سبيلي؟
 هل يتنفسون؟ هل يأكلون؟هل يحسون ؟ أليسوا آلات مكسوة باللحم ركبت هنا، في هذا المكتب الأخرس، على نفس المقاعد في نفس الوضع الذي لا يتغير، هي الآن في طور التجريب و أكون أن الفأر الأبيض، المغفل الذي لمح العشب ولم ينتبه للحافة؟
لم يغضبوا، لم يسخطوا ولم يقذفوني بالنار.تنفست الحيطان ببطئها المعهود:
      - فتل الحمار؟
      قتل الحمار بمدية في البطن. قرب النافذة.وساح الدم على الروث والبول والسرير..العرق يسيل على الوجه و تنتفخ العروق.قتل الحمار أيها السادة. في اليوم الخامس و العشرين قتل. من الذي قتله؟     
زارتني فاطمة مرة أخرى. في اليوم الخامس عشر، وزعقت فيها..لماذا؟ لأنها كانت تلبس تنورة حمراء، لأنها لم تطق وجود الحمار، دونما سبب..هل من الضروري أن يكون هناك سبب لكي يزعق الإنسان في امرأة تحبه حتى العظم؟ كانت بي رغبة في الانفجار، تفجير ما تراكم بالداخل من صديد و غضبن قيح وغبن، وكان لابد للرغبة من موضوع يتلقى الطلقات.
  قلت لها:
- أتيت في الوقت المناسب، لقد تعبت، لم أعد أطيق.
- أنا لم أطق حتى رؤيته، فكيف أقاسمه الغرفة كل هذه المدة؟
وصرخت في وجهها  
       - لا شأن لك بذلك، لا شأن لك.      
       هل تدرك الغابة سر أندلاع النار؟ 
       كانت واقفة مثل شجرة تفاح رشيقة، لكنها انثنت فجأة تحت الضربة، القصف الأرعن لرعد صيفي، وبكت- حضنتها، وبكيت أيضا.
       لا تؤاخذيني، فقد تعبت..لم أعد أطيق رؤيته، ول أعد أطيق خدمته، خمسة عشر يوما أكنس الروث،أجفف البول، يرجني النهيق و تحسكني النظرات المشبعة برائحة المرض. يقف قرب النافذة، يغطي النور و يحبس الهواء. يخنقني بكتلته الكابية التي تملأ الغرفة بضراطه  و روثه، بنهيقه الذي يغور داخلي كالسفود المحمى.
وفي أوج اختناقي- تصوري- اقترب منه، أقدم له العلف، انظف جلده، أذنيه و قوائمه، وأغني له أغنية كي ينام. بعد خمسة عشر يوما سيموت ما جدوى هذا الآن؟ماذا تقولين؟ لن تأتي مادام هنا؟ آه، ما أقساك،ألا ترين أنه مريض و يحتاج ألى عناية؟ كل، كل ايها الحمار، تريد نخالة أو شعيرا؟ تريد ماءً؟
                                                 **********************
- بأي مقدار يميل برج بيزا سنويا؟
- لماذا بدأت تفقد أعصابك؟
- ألا تفكر أحيانا في انك لا تختلف عن اي حيوان آخر ؟ حمار ، مثلا ؟
     ليس هناك جوهر ثابت للأشياء. ما تشهده العين هو الحقيقة زئبقية، عندما نعتقد أننا امتلكناها، تكفي لرفة عين بسيطة كي تحيلها إلى نقيض، و لهاث جديد خلف حقيقة أخرى.الإنسان و دودة القز ،و الزرافة.. كل الأشياء هنا تعلن عن وجودها بنفس القدر.هل يختلف القتلة السفاكون الساديون، مصاصو الدماء عن أشرس حيوان غابوي؟
هل تختلف المرأة الجميلة عن الوردة، عن القلادة جيدة السبك، أن تكون فقيرا فأنت حمار "مبردع" مستعد لان يركب..أن تغتال كل طموحاتك، فأنت حجرة في مجرى النهر، تنقذف و لا تتحرك..إما أن تكون في حوزتك محفظة ملأى بالنقود و تكون مضطرا لخدمة حمار مريض يقاسمك غرفة ضيقة لها نافذة واحدة فآنت..
  من أنا؟
   رجل متعب و وحيد..
    شيء مقرفص في زاوية حالكة منتظرا أن يطلع النهار، بيد أن الظلام بلا نهاية ، ظلام محمل برائحة روث حار، يلفه و يخنق فيه الأنفاس. و من فوق من شرفة أو نجم بعيد، يطل حمار بعينين حمراوين يحدق فيه بلا كلل، وفي ساعات محددة – يعرفها الحمار جيدا – يتبول عليه، على الوجه و القفا. ينسرب البول عبر الظهر، ثم يتلوى على الأرض كالأفعوان ، هل تريد ماء؟ نخالة؟ أي صابون تفضل؟ آه لن يستمر هذا إلى الأبد ، لم أعد أطيق، أينك يا فاطمة؟
    خمسة و عشرون يوما، لم يعد فيها العالم تلك الشبكة المعقدة من الخطوط المتقاطعة المائلة، المحدبة، المستقيمة.. الطرقات الطويلة التي تؤدي إلى أحلام تبدو مستحيلة ، الليل و النهار، الإحساس الحاد بألم الجوع،، الصراع مع الآخرين حول مكان مغلق في الحافلة، القبلات المسروقة في ركن مظلم لإحدى دور السينما، و اللهاث المتواصل خلف عمل بسيط يقي من الضياع.
   خمسة و عشرون يوما تغير العالم خلالها شيئا فشيئا ليأخذ شكله النهائي: شكل حمار خرافي تشق أذناه السماء و ينغرس الذيل في بطن الأرض، أية ارض؟ و أية سماء؟ حمار يغلق أمامي كل المنافذ و المسارب، ثم لاشيء سوى حبات ظلام مر و روائح روث خانق.. آه تعبت كثيرا، لم أعد أطيق، سأقتله، من قتل الحمار؟
 هل يخلون سبيلي ؟
  لم يقولوا شيئا.. ظلوا صامتين، متجهمين كما عرفتهم دائما، الحيطان تبدو أكثر جهامة ، ماذا تخفي من جثث أو أفكار مدمرة؟
  - اذهب الآن سنحيطك علما.
   ثم انغلق الصمت على الأشياء، صمت الزجاج الجارح، الآلات البردة التي تقتل دون أن تحس..انغلق على الحيطان، على الأفواه المزمومة، الكرسي الدوار، و انسكب على الجسد عرقا باردا و رجفة ،" اذهب الآن" هل حطت الحكاية الرحال؟ هل ابتدأت؟ هل..؟
   يبدو أنهم هيأوا كل شيء منذ البدء:
 لم يأت صباح الغد ، حتى توصلت برسالة ..مطلسمة و رهيبة. كلما قرأت منها كلمة ، انحفرت في الجلد و امحت من الورقة .. الورقة الآن بيضاء، صحراء رهيبة تبتلع كل شيء، حتى المكتب تبخر ، هرولت إليه كالمجنون .. الطابق الخامس ذاته، الزاوية نفسها لكن الباب بدا اكبر، و على الجدران صحيفة نحاسية مكتوب عليها:
 شركة ما وراء البحار لتسويق علف الحمار.
    مذهولا كنت أبحلق ، و من الداخل تشق انفي رائحة آدمية تختلط فيها الأنفاس بالعرق بالمشاعر المتضاربة. كيف حدث هذا؟ و متى؟ أأنا في حلم أو يقظة؟ الحمار، المكتب، الأعين الزجاجية، الحيطان ألصمت، العرق، ثم .. الرسالة القاتلة المكتوبة بالدم( دم الحمار؟) و التي تنط منها الكلمات و تختفي بين الجلد و اللحم. في الخلايا  و في المسام..هل أنا في حلم أو يقظة؟
  " – كنا نتوقع ذلك في اليوم الخامس، أو الخامس عشر..لكنك تحملت حتى اليوم الخامس و العشرين..لك أعصاب من حديد ، برافو.
  ملاحظة : أنت الآن مصاب بداء الحمار لا ضرورة لاستشارة الأطباء لا يعرفون عنه شيئا.
  ملاحظة ثانية: اطمئن ، لست المصاب الوحيد. في نفس اللحظة سيكون الكثيرون يحملون نفس الداء.. ستعرفهم سيعرفونك، إلى اللقاء".                                      

سبعة أجراس